ممر زنغزور… البوابة الخفية للتمدّد الصهيوني والأمريكي في القوقاز

حذر الأستاذ "إسلام الغمري" خلال مقالته الدورية لوكالة إلكا للأنباء من خطورة ممر زنغزور، ووصفه بأنه البوابة الخفية للتمدّد الصهيوني والأمريكي في القوقاز.
وجاء في المقالة الحصرية لوكالة إيلكا للأستاذ "إسلام الغمري"، نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية، ما يلي:
"مدخل: ممر قصير… بأبعاد كبرى
قد يبدو ممر زنغزور مجرد طريق بري صغير يربط أذربيجان بجيب نخجوان، مرورًا بأراضي أرمينيا. لكنه في الواقع أكبر بكثير من كونه مشروعًا للبنية التحتية.
إنه مفتاح معركة نفوذ إقليمية ودولية، تُشارك فيها تركيا وإيران وروسيا، لكن الأخطر من ذلك أن يتحوّل هذا الممر إلى بوابة أمام الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لفرض وجود طويل الأمد في قلب القوقاز.
إيران: المخاوف من الاختناق
ترى إيران أن الممر يشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي:
1.إغلاق حدودها مع أرمينيا، منفذها الوحيد نحو أوروبا والقوقاز.
2. تراجع دورها كممر رئيسي للتجارة والطاقة في مشاريع الشرق – الغرب.
3. تعزيز النفوذ الإسرائيلي والأمريكي شمال حدودها، وهو ما تعتبره اختناقًا جيوسياسيًا.
لهذا، تعارض طهران الممر بشدة، وتلمّح إلى أنها قد تلجأ إلى الخيار العسكري إذا ما فُرض عليها بالأمر الواقع.
تركيا وأذربيجان: حلم الوصل القومي
في المقابل، ترى تركيا وأذربيجان أن الممر يمثل فرصة استراتيجية تاريخية:
• باكو ستحصل على منفذ بري يربطها مباشرة بتركيا دون المرور عبر إيران.
• أنقرة ستكسب جسرًا حيويًا يربطها بآسيا الوسطى، ويعزز مشروعها لمدّ النفوذ في “العالم التركي”.
• كما أنه يرفع من قيمة تركيا في معادلة الطاقة العالمية، ويجعلها عقدة لا يمكن تجاوزها في طرق التجارة المستقبلية.
لكن، وبينما ترى أنقرة نفسها الرابح الأكبر، فإن دخول لاعبين جدد – وبخاصة واشنطن وتل أبيب – قد يغيّر قواعد اللعبة.
إسرائيل… الخطر المتربص
منذ سنوات، عززت إسرائيل حضورها في أذربيجان، عبر صفقات تسليح وتعاون استخباري. تقارير عديدة كشفت عن وجود قواعد متقدمة للموساد قرب الحدود الإيرانية، وعن استخدام الأراضي الأذرية لتنفيذ عمليات سرية ضد طهران.
فتح ممر زنغزور سيمنح إسرائيل فرصة ذهبية: الاقتراب أكثر من إيران، والتحرك بحرية في خاصرتها الشمالية، تحت غطاء أذربيجاني، وبحماية أمريكية محتملة.
وهذا يعني أن الخطر لن يقتصر على إيران وحدها، بل سيمتد إلى تركيا والدول العربية، عبر تعزيز قدرة إسرائيل على التمدد في محيطها الإقليمي.
أمريكا و”صفقة الـ99 عامًا”
الجديد الأخطر في المشهد هو الدور الأمريكي. فقد دفعت واشنطن باتجاه اتفاق يمنحها حق الإشراف على الممر لمدة 99 عامًا.
هذا البند يعني:
1.وجود دائم شبيه بالقواعد الأمريكية في ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية.
2. حرمان روسيا وإيران من أوراق النفوذ في القوقاز.
3. تأمين طريق بديل لنقل الغاز والنفط من بحر قزوين إلى أوروبا، بعيدًا عن موسكو وطهران.
4. توفير غطاء استراتيجي لإسرائيل، بحيث لا تتحرك منفردة بل تحت عباءة النفوذ الأمريكي – الأطلسي.
إنها ليست مجرد صفقة طرق، بل إعادة هندسة للجغرافيا السياسية في المنطقة، تضمن لأمريكا موطئ قدم طويل الأمد عند تقاطع آسيا وأوروبا.
التداعيات على المنطقة
• إيران: ستجد نفسها مطوّقة شمالًا، بوجود أمريكي – إسرائيلي مباشر.
• تركيا: قد تخسر استقلالية قرارها في إدارة الممر، وتتحول من شريك أساسي إلى طرف محكوم بالمعادلة الأمريكية.
• روسيا: ستعتبر الأمر اختراقًا لخاصرتها الجنوبية، ما قد يدفعها لتصعيد عسكري أو سياسي مضاد.
• الدول العربية: خصوصًا الخليجية، ستواجه واقعًا جديدًا تتحكم فيه واشنطن بمفاصل التجارة والطاقة عبر القوقاز، وتستخدمه كورقة ضغط استراتيجية.
خاتمة: ممر أم حصان طروادة؟
قد يُسوّق ممر زنغزور على أنه مشروع للتنمية والاتصال، لكنه في العمق يحمل بذور صراع طويل الأمد.
فإلى جانب الصراع الإقليمي بين أنقرة وطهران، فإن إدخال إسرائيل وأمريكا على خط الممر يحوله إلى حصان طروادة جديد، يُتيح للنفوذ الصهيوني والأمريكي التمدد داخل القوقاز لعقود مقبلة.
إنه جرس إنذار لكل دول المنطقة: القضية ليست ممرًا قصيرًا في أرمينيا، بل معركة على هوية ومستقبل القوقاز، وعلى توازنات الشرق الأوسط بأسره". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أكد الموفد الأميركي "توم باراك"، خلال زيارته الأولى إلى بيروت بعد إعلان الحكومة اللبنانية التزامها بنزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام، أن لبنان خطا "الخطوة الأولى" في هذا الملف، مشدداً على أن حكومة الاحتلال مطالبة بالقيام بخطوة موازية.
أعلنت مصادر محلية عن فقدان 40 شخصًا بعد انقلاب قارب ركاب في ولاية سوكوتو شمال نيجيريا، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن المفقودين.
أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية )حماس)، اليوم الاثنين إيقاع قوة صهيونية راجلة وآليات عسكرية في حقل ألغام مركب جنوبي حي الزيتون جنوبي شرقي مدينة غزة.
قال مصدر بحركة المقاومة الإسلامية (حماس): "إن الحركة وافقت على المقترح الذي تلقته من الوسطاء المصريين والقطريين بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يوماً، يتضمن أيضاً إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين على دفعتين وتسليم جثث الأسرى القتلى".